الخميس، 27 دجنبر 2012

عذرا دمشق



كل ليلة تصرخ و..........تصرخ 

وتخرج من حناجرها اليابسة نيرانا تصدح بردا و رياح

كل ليلة تخرج عارية من غير ستار و لا وشاح 

تزور المقابر و تمر على الطرقات شاحبة تعلوها حمرة الكفاح

تبحث عن رجال في شواهد الميلاد و على شواهد الوفاة, لتستتر بعزتهم 

وتُخفي جرح بكارةافتضت بغير جرَاح 

كل مساء تنام على صدر الشهيد متعبة تتوسد نعش أتراح

تولول حظها الشؤم و تنادي صلاح الدين و طارق و عبيدة بن الجراح

تبحث وسط ركام التاريخ عن أبطال العُرب ,عن مآذن بلال بن رباح

لقد كذبوا عليها عندما كانت صغيرة

بريئة ترسم عروسا بجدائل شهباء على الحيطان و على الألواح 

ولم يخبروها في فصول المدارس و مجالس الأفراح

أن حواء ما عادت تُنجب غير أشباه ذكور و بعض أشباح

و أن شجرة آدم ما عادت تطرح بعد اليوم حَبا و لا تفاح

كل ليلة تنام وهي تردد حكاوي سمعتها من أجدادها عن مسخ تجمل بقناع

 أسد وضاح

هاج بين القبائل يتلو خطبا من زئير و نباح

كل ليلة عندما يمتد الشفق في كبد السماء 

تخرج من تحت التراب أرواح و .........أرواح

لتسمع اعتذارها وتقدم لها طقوس الولاء

لتؤجل محاكمة أبرهةالسفاح

عذرا دمشق






الأحد، 9 دجنبر 2012

اعتراف




أعترف سيدي

و الإعتراف في حالتي

جريمة........... مباحة

أعترف أن الحب في زماني و زمانك

وجهان لعملة مستباحة

و أن القلب المغامر

 قد خسر اليوم على طاولة القمار

 جميع وسائله المتاحة

و أصبح كيسا شيخا

 و بعض شرايين يابسة

تضخ دماء ملوثة

تسري هنا و هناك بكل وقاحة

أعترف أن الفارس المغوار

 و الحصان الابيض

 كذبة......

 ألبسها الشعراء وشاح الصدق و الصراحة

و أن حواء و بناتها

 بريئة من تهمة آدم و التفاحة

أعترف و أنا متيمة بعشقك الممنوع

وجميع ضمائري مرتاحة

أن حبك سقم

 لا ينفع معه دواء و لا جراحة

و أن البعد عن دائرة نسائك

و الإبتعاد عنك غنيمة و راحة

أعترف

 بلا شرط

 ولا نقد

 و لا طعن 

أن قضيتك باتت في محكمة العشاق

مرجعا للتائهين كما الواحة

و أعترف  

أنني غادرت طوعا مقبرة أزهارك

و تركت مكاني و أنا مرتاحة

أحمل في يدي

اسما باهتا

و تاريخا

 و بقايا امرأة جريحة











الجمعة، 30 نونبر 2012

كل هذا الحب




كل هذا الحب و لم تعد


كل هذا العشق و لم تجُد

هل كان البعد عني اختيار 

أم جُرم مع سابق الترصد و الإصرار

هل كان الحلم بيننا 

 مرايا في جيدها بقايا انكسار

أم أن رياح الخريف

 طمست  صوت الغرام

و دفنته تحت أنقاض معابد

شهريار و مجنون بني عمار

هل هاجر الحمام الزاجل

  دفء الأوكار

و نثر رسائل الشوق عنوة

 و أعلن التوبة و الإستغفار

أم أن الصد والجفاء

شيد بينه وبين ديارك

ألف ستار و جدار

كل هذا الحب  و لم تزل

قابعا فوق صومعةالفضيلة والوقار

تقيم جنائز العشاق

 و تتلو آيات الأشعار

كل هذا العشق و لم تقل

كلمة عزاء أو اعتذار

و كأن حروف الوفاء صارت

كما الورق على جثت الأشجار

قابلة  للموت و الإندثار

???..................






الثلاثاء، 27 نونبر 2012

رسائل مقصودة




خبروه سلامي و اشتياقي

و اسالوه جودا

 كان بالأمس يحلو التلاقي

اسالوه هل اختار البعد طوعا

أم قسرا من عهد الزمان فك وثاقي

خبروه لم الهجر بات خلا

 و هل في الصمت استساغ اليوم فراقي

خبروه أن بحور الشعر

 ما عادت تعج بالعشاق

وأن الموج الهادئ

 بعثر غصبا جميع أوراقي

بلغوه أنني غيرت

 عناوين و مفاتيح أوطاني 

و نثرت على درب الإنتظار

 رماد احتراقي

أخبروه أن في القلب حطام عشق

تحرسه غربان و بقايا سواقي

و أن ليس كل الزهر تقبله

 بعد عطره حدائقي وأسواقي





السبت، 24 نونبر 2012

عروس الشهباء

                                                                



    حضن التراب صمت اللواعج باسمة  **** وأبى الجسد الغالي أن يفارق نهد الثرى

    و جادت دماء العروس مسكا بالقفار   **** و صار العار وشما على جبين  أهل الورى

    و لسوف تروي دموعنا أشلاء الشهيد  **** لتنبت يوما تحت الركام شهباء الكرى






                            


                    

الاثنين، 12 نونبر 2012

الدنيا دوارة

 الدنيا دوارة  
  بناسها غدارة
 اليوم ها هي معاك
  تجيك بالبشارة
 و غدا تعطيك بالظهر
  توريك الخسارة
 لاش تآمن ليها
  تمشي مع هواها
 و هي الباطل فيها
  الغدر دواها

 الدنيا زينة نوارة
 ألوانها زاهية غرارة
 والناس ضايعين فيها
  في غابة مطيارة
  فيهم المسكين المغلوب 
  فيهم ديابة حكارة
 فيهم المظلوم و الظالم
 و فيهم الهارب من عيشة قطارة  
 عايشين فيها كيف الخيط
 في قلب الجرارة
 تدور بنا أيامها       
 في ساقيةدوارة
 ما ليها صاحب يشريها
 بالمال يرشيها
 ما فيها حزارة 
 الوجوه مألوفة 
 والسوق بيناتهم شطارة
 الضحكة مولودة 
 و العين تحكي بالدمعة المرارة

 الدنيا عشاقة
 بناسها ملالة
 و قلوب بفعالها ساكتة صبارة
 الطريق واحدة 
 و الزاد شكارة مختارة
 و بين الخير و الشر
 حكاية عقول محتارة

الاثنين، 5 نونبر 2012

الزين

الزين فيه و فيه
 كُلَ يْقيسُ بمقياس
بالمال باغي تْشريه
فضة و ذهب ونحاس
الزين ألوانُ عديدة
ما تَرْسى على حال
إلا تبعتيه طريقُ بعيدة
كثيرة هي أشكال
زين الوجه من كثرو
عندك تغرك الألوان
قْبل منك ياما هَترو
لما لقاوه دخان
زين الأفعال سعداتو
لي لقاه هاذ الأيام
ينعم هو بحياتو
ويعيش معاه في الأمان
الزين الكامل يا صاحب
هو الجامع للزين
زين المال و الأفعال
زين الوجه و الدين

الأحد، 17 يونيو 2012

عاد الولد و غاب أهل البلد



كثر الحديث في كل البلد

عن طفل تاه من وطنه غصبا

في زحمة العدد

هاجت الأم تعوي بين القبائل

تندب حظها الشؤم 

و تطلب السند

تحمل في يدها لعبة الصغير

و بقايا صورة و مهد

سمع الأهالي في الجوار حكاية الولد

و قرروا البحث عنه و جهزوا العتاد و المدد

أعلنوا جلسة البيعة لمن يحمل علم النصر

و رسالة الوعد

و نفضوا غبار الخوف عن سيف التاريخ

و خاتم العهد

ذهب الأول

و غاب شهرا و ما يزيد من العدد

تلاه الثاني و الثالث

و توالى العد من غياب و صدد

و ذات ليلة

رجع الولد و ما ولد

رجع الفارس على جواده إلى نفس البلد

فوجد مكتوبا على بابها وشم

من خشب و مسد

(من أجل الولد مات جميع أهل البلد)

الأحد، 20 ماي 2012

خطأ طبي




أحست بيد دافئة تحضن أصابعها الباردة , و بنفس متقطع يلفح وجهها الشاحب. سمعت خطوات تقترب و أخرى تبتعد, تسللت إلى أنفها روائح مختلطة من مزيج الأدوية و الأزهار.
حاولت أن تفتح عينيها لكنها فشلت ,أحست بخدر في جميع أنحاء جسدها النحيل و كأنها معلقة ما بين السماء و الأرض بخيوط واهنة تؤرجحها بانتظام تارة إلى الأعلى و تارة إلى الأسفل. 
أسندت رأسها المثقل بالهموم على الوسادة البيضاء و خرجت من حلقها غصة ألم مكبوتة و هي تتذوق طعم الدموع المالحة تداعب شفتيها الذابلتين, قبل أن تطلق العنان لذاكرتها لاسترجاع شريط ممل يزورها باستمرار و أحداث تأبى الإنسحاب أو تعلن يوما الغياب.
رأت تلك الصبية ذات الجمال الهادئ والروح المرحة و هي تجوب الشوارع مع خطيبها خالد بعد دوام العمل يتسابقان مع الحياة و ينفضان عنهما ثقل أحزانها تتبعهما أحلامهما و أمانيهما.
تذكرت نظراته إليها عندما أخبرها الطبيب بإصابتها بورم خبيث يستدعي استئصال ثديها الأيمن رمز أنوثتها و اكتمال جمالها ,حيث رجعا ذلك المساء صامتين لأول مرة منذ سنتين , و يديهما اللتين لم تفترقا يوما ابتعدتا عن بعضهما و كأنهما نسيتا طعم العناق و الوفاء . 
تذكرت زيارة صديقتها لها في المنزل بعد استقالتها من العمل و انعزالها عن العالم الخارجي لتطمئن عليها ,و تسلمها باقة زهر و رسالة اعتذار من خالد.
تذكرت نظرات العطف و نظرات الشماتة  
 نظرات و عبرات .........من وجوه مألوفة و أخرى عابرة.
و في خضم كل هذا تذكرت والدتها بملامحها الطيبة , رفيقتها في معركتها مع المرض اللعين , تذكرتها وهي تطبع على جبينها قبلة تحمل كل معاني الحنان , و تتمتم بآيات بينات من القرآن قبل أن تدخل غرفة العمليات وحدها مع ألامها و جراحها.
فجأة سمعت حركة بالقرب منها أيقظتها من براثن الماضي الأليم.
أحست بقشعريرة تعتريها و كأن المجهول ينفخ عليها من برد الزمان ما يكفيها, قبل أن تستسلم للنوم لعلها تجد في الأحلام ما بخلت عليها فيه الأيام.
فتحت عينيها ببطء لتجد الظلام قد انسل بلمسته الكئيبة على الغرفة الصغيرة.
جالت ببصرها تخترق الضباب لتستكشف المكان و كأنها تحاول أن تثبت لنفسها أنها لا تزال على قيد الحياة. لمحت طيفا يراقبها بالقرب من النافذة المغلقة , اقترب الطبيب من سريرها  و أمسك بيدها يجس النبض المتسارع داخل صدرها المتآكل ; نظر في عينيها طويلا قبل أن يتمتم قائلا:
_الحمد لله على سلامتك أنسة زينب لقد مرت العملية بنجاح و لله الحمد.
صمت ثقيل خيم على المكان و الأشخاص قبل أن يستطرد متابعا :
_لكن تدعوني الأمانة المهنية أن أخبرك أمرا.
تشبتت زينب بيد الدكتور كما الغريق يمسك قشة النجاة ,أطلقت صرخة مكتومة . قفزإلى عقلها المشوش ألف سؤال و سؤال ,أحنت رأسها المتعب لتمنع دمعة يابسة شاردة من الظهور, و همست و هي تحاول أن  تستجمع شجاعتها المبعثرة و إيمانها العميق :
_كم بقي لي من العمر أعيشه ? أخبرني دكتور.
أدار الرجل ظهره لها و كأنه لم يلتقط أهاتها المتصلبة داخلها و قال بصوت مبحوح لكنه مسموع :
_لقد اكتشفنا  اليوم خطأ في التحاليل الطبية التي أجريناها لك بالأمس ,أنت لم تكوني يوما مصابة بمرض السرطان , سيدتي إدارة المستشفى تقدم لك كامل اعتذارها ; نأسف على الإزعاج , إنه مجرد خطأ طبي .
و غادر الغرفة المظلمة تاركا زينب تواجه معركتها الجديدة
لكن هذه المرة مع من ...........?



الأحد، 13 ماي 2012

مقبرة الوفاء

حط عصفور صغيرعلى جذع شجرة

 بالقرب من مقبرة الشهداء

نفض ريشه الذابل بهدوء

 لكي لا يزعج راحة الأموات الأحياء

جال ببصره طويلا

 يبحث عن اسم تائه في جدول الأسماء

طأطأ رأسه قليلا 

و تذكر الصبية الحلوة ذات الجدائل الحمراء

اقترب من قبرها البالي

 يستنشق على نعشها عطر الوفاء

و وضع رأسه المنهك فوق صدرها 

 ليرتاح أخيرا من رحلة البحث و  العناء

مدت الطفلة يدها المرتجفة

 لتحضن رأسه المبتل بمزيج من دموع و دماء

و قدمت له فتات خبز يابس و جرعة ماء

 من بقايا قوت الشهداء

دنا العصفور بخجل يقبل يدها الممتدة

 و ينام على كف العروس الحسناء

لقد كانت الطفلة يوما صديقته

 قبل أن تغتالها غدرا أيادي الأعداء

ها قد أسدل الليل ستاره الأسود

 عاريا كعادته من نجوم السماء

ليضع النهاية على حكاية جديدة

 من قصص شعب فلسطين الأقوياء 

السبت، 28 أبريل 2012

ساعي البريد

دق ساعي البريد يحمل لي طردا أنيق

و يطلب مني التوقيع على رسالة من صديق

ابتسم الرجل الواقف أمام الباب

ينتظر أن أمد يدي و أمسك بالقلم و الخطاب

توقع مني جميع ردود الأفعال

من ضحك و بكاء و صراخ أو حتى الجدال

فقد تذكر كم انتظرته يائسة على أعتاب الطرقات

لأسأله عن برقية عاشق اختار بُعد المسافات

تذكر كم مرة أتعبه التنقيب عن سراب عشته بين الطرود

عن دمعة غبية تاهت مني غريبة وراء الحدود

حيث كان الحبيب الغائب  ينفض عنه ثقل الوعود

و الآن بعد أن مر الزمن متثاقلا بالأحزان

بعد أن دفنت حبه الخائن في مقبرة النسيان

يُرسل إلي طردا  ليطلب مني الصفح و الغفران 

و كأن الأنثى لا تملك أن تشكو يوما جرح الهوان

نظرت مليا لساعي البريد 

و قلت له عفوا أخطأت العنوان أكيد 

الجمعة، 13 أبريل 2012

صرخة معطل


يا حَامل الشهادة مالك ولدي غضبان

اليوم أنت عاطل و غدا الخير يبان

لا تلوم في يوم ساعة من ساعات الزمان

و تندم على ما فات و تنسى راك إنسان

قبَل باللي لقِيتيه لاش تشرط في بلادك

عيش باللِي كان و خدم أرض ولادك

بلادك يا ولدي عمرها ما تنساك

مهما قلتي فيها بالبسمة غادي تلقاك

بَعد عليك العكز و فيق ولدي تخدم

بلادك محتاجة ليك إلا كنت باقي تفهم

غفير و لا وزير الكل لازم يحلم

بمغرب المستقبل الصورة لازم تكمل

لاش تخلي أرض باك و تجري في طريق الشر

لاش تمحي ولدي بيديك أجمل سنين العمر

فين قريتي هاذ الشر فين تعلمتي الغدر

لاش ترمي شمعة الغد و تطفيها في كل بحر

الأحد، 19 فبراير 2012

توبة قصيدة

ألا أيها التائب من شعري

أترك قصائدي المتهالكة
غارقة في كوابيس ذنوبها
تحضن رفات خريف العشق 
في مقبرة الذاكرة 
غادر غرفة جراحي الدامية 
و لملم بقايا صمتك من ليلي 
فلعنة شعري 
ريشة ترسمك في كل الفصول 

ألا أيها التائب من شعري

رفرف بعيدا كشبح الوهم 
المنزوي في عتمة الظلام 
الممزق في قفص الإتهام
أرفض
و ثر
و أصرخ
أبحث لنفسك عن حيلة و أعذار
و أنسج تجاعيد حروفي
و اصنع ألف ستار
لتخفي به الحلم الضائع
في صدر السراب

ألا أيها التائب من شعري

أعلم أن قصائدي بعدك
أصبحت منتهية الصلاحية
لا تصلح لك أو لغيرك 
فارحل الآن
لأن شعري في زمانك
أصبح قصائد من دخان 
أو عد و بيدك حرفك التائب 
لتكتمل القصيدة
 و تصير التوبة للإثنان

الأحد، 5 فبراير 2012

فارس الغرام

كان فصل شتاء

و المطر قطراته تنقر النوافذ طرقا مخيفا
 و كأنها تحذرها من قرب مجهول آت يتربص بسواد ليلها.
و فجأة 
لمع البرق و دوى الرعد و كأنه قنابل عنقودية أبت إلا أن تطرد أشباح الماضي .
انفتح الباب
 و اهتزت أركان الفؤاد بندوب لا زالت تنزف خفية
 وتمايل السقف الذي أضحت عمرها تبنيه من أحلام رسمتها و هي طفلة بريئة.
دخل الفارس

 ممتطيا بساط العشق
 يرتدي حلة المغرمين
 و بيده قصيدة شعر تناثرت أبياتها حول شعرها الغجري المنسدل كشلال فيض و سخاء.
انحنى ليخطفها في الظلام الدامس لعله ينجح أخيرا في تحريرها من وحدتها و يزيل عباءة العزلة عنها .
مدت يدها و اقتربت ............اقتربت
و هذه المرة.............. لم ينس هو أن يقفل الباب بقفل ليس له مفتاح.

الجمعة، 3 فبراير 2012

سلام عليك يا ابن الوطن


   
سلام عليك يا ابن الوطن
كفاك رحيلا كفانا محن
فأرضك تنادي بصوتها الشجن
بني تعالى لحضني غدا

ما نفع الرحيل بني تمهل
تنصت لقلبك لا تتعجل
أحلامك حتما لن تتعطل
فأرض الجدود تنادي تحمل

سلام عليك يا ابني تكلم

بني هانت عليك البلاد
لماذا الجفاء و طول البعاد
نسيت في صمت شريط الأيام
بذورا تخضر في أرض الميعاد

سلام عليك يا خير البلاد

تذكر بني جدران المدارس
آذان المساجد و جرس الكنائس
تذكر تذكر ألوان العرائس
أسوار المعابد أفراح المجالس

سلام عليك يا فارس الفوارس

الخميس، 2 فبراير 2012

منارات الهمس (2)





سألوني عن سر فلسفتي
عن سر كتاباتي
تارة قالوا عني أديبة و تارة شاعرة
قلت لهم لا هذا و لا ذاك
وإنما أنا عاشقة
اليد الواحدة لا تصفق و لكنها تصفع..........و بقوة
غالبا ما يكون الهارب من الحقيقة جبانا أو مذنبا
أدخلته مدرستي
علمته أساليب النظم و ألاعيب الغزل
و بعدما تفوق
أنشأ مدرسة خاصة به و رحل
أحيانا يفضح اللسان ما يختلج في القلب.....دون قصد
أحيانا نعاند القدر محاولين أن نغير مصيرنا أو طريقنا لنكتشف أننا وصلنا إلى نفس النهاية المقدرة لنا منذ البداية

لم نختر أوطاننا أو زماننا أو حتى حياتنا و لكن من الممكن أن نختار أعمالنا


كنت أتمادى في حماقاتي اتكالا على حبك فلماذا أصبحت لا تتغاضى عن هفواتي معك

تضيع نفسي بين رفاث الأحلام و أنين الأشواق شريدة تجوب أزقة الجراح تلملم قصائد عشق بعثرته الأيام لتصنع داخل الفؤاد حروف اسمه بدموع أثقلتها تراتيل الأوهام

دلائل الخيانة واضحة و رائحة الخداع عطرها مسموم بالإهانة و صوتها يعلو أسوار الفضيلة و مع ذلك فأنا في حبك لا أرى و لا أسمع و لن أبالي


التجأت إليها لأشكوها هجره فوجدته عندها يبثها لوعته

عندما تنزل دمعة من عين رجل فاعلم أنه أحب بصدق وعندما تنزل الدموع من عيون امرأة فاعلم أنها جرحت في حب


وشوشة همساته تدغدغ القلم بين أناملي لينسج ما بين الروح و الجسد قصة عشق مزقته لوعة الفراق و أضناه سهر الليالي و أخفت معالم لافتاته أتربة النسيان
حتى صار بين القصائد غريبا منثور القوافي معلقا في مملكة العشاق بحبل مفتول الوجدان أوله حاء و آخره باء


لو كانت دموعي تغسل ذنب عشقي لك كما تغسل قطرات المطر أوراق الشجر لجعلت فصول حياتي كلها شتاء

الحب خدعة وسجال الحب حرب غشوم يسلم الجاني فيها و يحاكم المظلوم 


الحب حالة عدالة و ليس شعرا أو قولا في ساعة ثمالة

عندما يصبح الحب سجن الجنون جدرانه غيرة وأرضه شكوك و ظنون سجانه معصوب العيون فلا تسل عن الحب و سل عن قتيل السجون ما كان ذنبه و عما سيكون

حبك جعل مني امرأة بلا اسم بلا عنوان وطنا بلا علم و عندما أحرقت جوازي و تأشيرة الرجوع و أبحرت الى قلبك وجدت عليه شارة ممنوع الدخول


 أغمض عيني كل يوم لأنام و أنساك فأجدك متربصا في أحلامي لتحيلها كوابيس و تغتال أوهامي الجميلة


 كم هو مؤلم أن تكتشف متأخرا أنك أمضيت عمرا في محاولة إسعاد شخص ما في حين كان هو يجاهد عبثا و بشتى الطرق لتدميرك

الاثنين، 30 يناير 2012

منارات في الحياة


سألوني عن الحياة
قلت هي مشاعر متناقضة مغلفة بالألم بطعم السعادة مزينة بالأحلام ظاهرها وهم و باطنها أمل
 
ما الحياة سوى يم سفنها أنام تجوب***يتقاذفهم موج همومها كدمى الأراجوز
ما زادهم طعام و إنما أعمال و سطور***من استطاع الوصول لشطها آمنا يفوز

الحياة لا تقاس بعدد السنوات التي يعيشها الإنسان بل بلحظات السعادة التي عاشها في هذه الحياة
 
الناس في الحياة كلعبة شطرنج
في رقعة من لونين
كل فرد يتحرك في اتجاه محدد
يحكمنا مؤقت زمني و قانون واحد
ولكل واحد منا دوره في اللعبة

الأحد، 29 يناير 2012

منارات الهمس (1)

عندما أتطلع لمرآتي كل يوم لا أعرف من تكون تلك الطفلة التي تنظر إلي بخوف و تسألني من أنا?

 جميع الأفعال في زمانك متصرفة إلا حبي لك فهو جامد غير قابل للصرف

كتبت اسمك فوق غيوم السماء و نسيت أن الغيمة أصلها ماء.

لماذا عندما طردتك من حياتي بقيت واقفة أشهد رحيلك بصمت و قلبي ينفطر بسكرات الندم و كأنه الموت


بين الحب و الكراهية خيط رفيع فاحذر أن تكره شخصا لأنك تحبه

الإبتسامة لا تلين فقط القلوب المتحجرة بل تفتح أيضا الأبواب المغلقة


ليس كل من خربش على الورق كاتبا أو قال تفاهة أصبح شاعرا أو حكيما

كل الأماكن تذكرني به فلماذا لا يتذكرني هو?

إن كان حبي له دليل على جنوني أو تشكيك في قدراتي العقلية فأنا أقبل منه قرار الحجر على قلبي أو الوصاية



 مثل الذي يحب شخصا لا يبالي به كمثل الذي يشرب السم و لا يدري

الموت ليس بالضرورة انفصال الروح عن الجسد فكم من حي يرزق يمشي على رجليه و هو ميت


لا فرق بين الغيرة و الشك كلاهما يقتل الحب و يعدم المشاعر


تستطيع المرأة أن تخفي فرحتها, لكنها لا تستطيع كبت جماح غضبها بينما يتغلب الرجل على ثورة غضبه و يعجز عن مقاومة ابتسامة فرح

الإنسان كالقلم هو يخط تفاصيل حياته بنفسه فانتبه إلى ما تكتب قبل أن يجف الحبر

مشاعر الحب كمساحيق التجميل تصنع قناعا مزيفا على وجه المحبين لتخفي العيوب

عندما دخلت قلبك لم أكن أعرف أنه ليس إلا بقايا أطلال من حب غادر و أنني مكلفة بترميمه


في كثير من الأحيان لا يحتاج الإنسان الى طبطبات أو لمسات هادئة لتوقظه من أوهامه بل يحتاج الى صفعة قوية ترجعه الى صوابه

القلب كالقلعة المحصنة يحاول جاهدا الصمود و التصدي لحصار الحب و لكن عادة ما يأتي الإنهيار من الداخل


كم هو مؤلم أن ترسم صورة شخص داخل قلبك ومع أول شرارة تنصهر خيوط اللوحة لأنك استعملت ألوانا من شمع


 كثيرا ما نجري وراء المظهر الحسن و الكلام الحلو و ننسى أن أجمل الورود أشواكها تدمي

الجمعة، 27 يناير 2012

محاكمة امرأة



جلجلة ضحكاتها تصم آذان الغربة, وخلخالها البالي يعزف أجمل المقطوعات
آآآه كم هي فاتنة! و كأنها حورية من أساطير الخيال, تترنح بدلال العذراء تجوب أروقة الزمان, تتنقل من صفحة لصفحة لعلها تجد سطرا تختبئ بين كلماته أو قصة مهملة في ندوب الوطن المسلوب لتصير لها عنوان.
ضحكتها مخنوقة بدموع الشجن, تتناقلها أيادي البطش و تطردها أحضان الحرية, و سوط جلادها بصماته لا تزال محفورة على وجهها البرئ و كأنه خارطة رسمت بريشة فنان, لكنه أعمى أصم مشلول الفؤاد و الوجدان.
تضحك و تغني و لا أحد يسمعها أو يدرك تفاصيل الحرمان.
و إنما تعجبهم رقصاتها الدافئة و هي تتلوى تحت نيران الظلم و جرائم العدوان.
شفاهها الناعمة المرتجفة تصرخ في ظلمات الليل و تتوسل تناسيم صباح لم تعد تذكره أو تراه.
نعتوها بكل أسماء النساء
و في الأخير قالوا عنها غانية عندما لمحوها من بعيد ترقص رقصة الغوازي 
ترقص ألما لحن الضياع وهي تحتضن  مأساتها
و حكموا عليها أن تغسل ذنوبها في بحيرة دماء الشهداء 
طالبوها بالرحيل و طردوها من جدول نسائهم
تركوها منبوذة وسط مقابر التاريخ
متشردة بين الأوطان
ليس لها عنوان......... أو حتى سكان
وعندما رفضت و نشبت أظافرها الجميلة المطلية بحمرة الغدر في أرضها, و علقت صورها على الجدران, اغتصبوا حريتها و أخرسوا لسانها و قالوا أصابها مس أو ربما تعاني حمى الهذيان,  و أعلنوا عليها الحجر و الحداد  و وقعوا صك الوصاية,
نكسوا أعلامها  و شطبوا اسمها من لائحات البلدان لتصير مجهولة النسب
ملعونة في كل الأزمان و الأديان.

الخميس، 26 يناير 2012

قالوا...

                                          قالوا
                              
                                    قالوا لي اكتبي
                                    قلت ماذا أكتب
                                    قالوا لي أشعارا من ذهب
                                    قلت كيف و العقل أصابه العطب
                                    قالوا نادي بصوت من غضب
                                    قلت لساني أخرسه اللهب
                                    قالوا خطي بالقلم العجب
                                     قلت القلم مني هرب
                                     قالوا ارسمي أبطالا و غضب
                                     قلت زمن البطل قد ذهب
                                     قالوا اروي لنا ما السبب
                                      قلت انظروا حال العرب
                                      صمتوا برهة و قالوا
                                      إلى أين أنت ذاهبة
                                      قلت في سبيل الحق مجاهدة
                                      قالوا سلاحهم من نار
                                      قلت و درعي الأحجار
                                      قالوا ظلمهم جبار
                                       قلت إيماني أنوار
                                       قالوا أصابك الجنون
                                       قلت للعدل حياتي تهون
                                       قالوا تريثي بضع ساعات
                                       قلت كفانا بعد من آهات
                                       قالوا شبابك أبكانا
                                       قلت و صمتكم أماتنا
                                       قالوا اشهد يا زمان
                                       قلت على ظلم بني الإنسان
                                       قالوا ما الكلام الأخير
                                       قلت حسابكم عند الله عسير
                                       قالوا الوداع يا فداء
                                       قلت انتظروا عدل السماء

الجمعة، 20 يناير 2012

لعنة الحب

لم تنفعني قصائد الشعر
و بحور الأدب
لفك رموز تعويذتك
أو حل طلاسم لعنة هواك
فحبك منقوش في بردية الفرعون
و مخبأ في قلب عاشق متيم مجنون
شيد ما بين الحاء و الباء مملكة 
يسكنها مع أميرته سوداء العيون

الأربعاء، 18 يناير 2012

العاشق

        أنا الذي في العشق تأنى
                                            عساني أدرك ما أتمنى
        و ما علمت يوما أن لي
                                            قدرا سألقاه في حبك يتسنى
       صرت ذليلا قتيل الهوى
                                            و ما يلقى الشجي من الخلي
      و ضاعت نفسي وسط الجراح
                                            تحارب في الوهم معتد قصي
      لم أكن أدري أن حبها فالية
                                           و أنه شر في البلاء أعظم
      لي وجه بالبشر ينطق
                                           و الحزن في القلب يتكلم
     أغواني شيطانك خلته ملاكا
                                           يبني قصورا من رمال سراب
     كل ثوب في الأنام لابسه
                                         و كل جاعل نفسه عظما أكلته الكلاب
     بين الناس أتخبط كالعشواء
                                          كالمحتطب نهارا بالليل جمعا
     كل حب عندك ممنوع رغبته
                                          و ما أحب عند الإنسان ما منعا
     قلبي لم أبع و لم أهب
                                          لإمرأة وعودها بحركالدأماء
      أتيه فيه و مراكبي راسية
                                          ينسل من يدي كالقابض على الماء
     أنا الذي ءامن للزمان خانه
                                          فما أبقى للبئر من الرشاء
      و ما نفع بقبقة و زقزقة
                                          فلست أول من غره سراب الصحراء
      ليس على الإنسان إلا ما ملك
                                          و كل إناء بالذي فيه يهرق
      و كل نفس ذائقة الهوى
                                          و لعمر نئق و مئق في الخلق يتفق
      صادقت الذئاب لأتقي شرهم
                                          فجعلوني عند الكرب وليمتهم
      أحمق من شرنبث عندما
                                         اءتمنت اللئام صدقت مكرهم
      ظننت مع الخواطئ سهمي صائب
                                         و أنه من الصدف يخرج الدر
     و جهزت مهرك حروف قصائد
                                         و أشعار عشق للسامعين تسر
     أثقل الفؤاد بخيوط خداعك
                                        و شربت الحنظل عسلا مرا
     أظلمت دنياي معك اسودت
                                        حتى بصرت الكواكب ظهرا
      فدعيني أكتوي بنار هواك
                                        لعل من الكي يأتي الشفاء
      و ارحلي عن عالمي اتركيني
                                        فلا أنا ميت أنسى و لا حي أقبل الرجاء