دق ساعي البريد يحمل لي طردا أنيق
و يطلب مني التوقيع على رسالة من صديق
ابتسم الرجل الواقف أمام الباب
ينتظر أن أمد يدي و أمسك بالقلم و الخطاب
توقع مني جميع ردود الأفعال
من ضحك و بكاء و صراخ أو حتى الجدال
فقد تذكر كم انتظرته يائسة على أعتاب الطرقات
لأسأله عن برقية عاشق اختار بُعد المسافات
تذكر كم مرة أتعبه التنقيب عن سراب عشته بين الطرود
عن دمعة غبية تاهت مني غريبة وراء الحدود
حيث كان الحبيب الغائب ينفض عنه ثقل الوعود
و الآن بعد أن مر الزمن متثاقلا بالأحزان
بعد أن دفنت حبه الخائن في مقبرة النسيان
يُرسل إلي طردا ليطلب مني الصفح و الغفران
و كأن الأنثى لا تملك أن تشكو يوما جرح الهوان
نظرت مليا لساعي البريد
و قلت له عفوا أخطأت العنوان أكيد