الخميس، 5 يناير 2012

سمفونية البكاء


لا تزال تبكي حرقة الفراق
و تنوح كالثكلى,تصيح و صوتها المبحوح يعلو جدران المنازل المحطمة و يخترق صمت الليل الطويل, لعل النجوم تستحيي و تتوارى وراء عباءتها الملطخة بدماء تجري كسيول أرهقتها مآقي نسوة ضللن السبيل لدرب السلام, و علقن في شباك نسيج البؤس و كأن خيوط العنكبوت الماكرة أبت أن ترحم دموع الطفل الصغير, و هو يبصر السماء تتلألأ بشرارات القنابل حسبها في البدء ألعابا نارية تمازحه و الصبية, فأخذ يهتف و يحاول تحرير ضحكة أعياها صقيع الخوف و أثلجتها كلمات العزاء.
لا زالت تبكي ألم الوداع
و شفتاها ترتجف برد الغدر, و اليد مكبلة بقيود تسحبها الى النفق المظلم لتغتصب براءتها و تلطخ اسمها بوصمة العار لعل الجيران يرضخون لمصيرها و يرحلون تاركين وراءهم لعنة الزمن ,و رضيعا يمسك بجيدها لعله يمشي أولى خطواته الواهنة ناسيا و متجاهلا أنه لابد من الحبو أولا لتتماسك أغصان عوده و يلتئم الجرح الدفين و يتوقف النزيف.
لا زالت تبكي..... و تبكي...
لحن البكاء صار سمفونية رتيبة تناقلتها الأيادي من وطن الى وطن, و أخفت معالم لافتات اسمها أتربة الرفوف وسط تجاعيد الزمان.
الكل يسمعها
الكل يرددها
و لكن لا أحد استطاع أن يختار لها وطنا يأويها
أو أحس بغربتها.

هناك تعليقان (2):

  1. حميد الراتي6 يناير 2012 في 10:59

    تحية قصصية ابداعية للأخت الكريمة، احيي فيك ملكة البوح الرائع والرائق معا، كما أحيي فيك صمودك من أجل تعب الكلمات الحارقة المارقة التي تبغي نبض قلب طافح بالايمان، إيمانك بأن كتابة ما يختلج كياننا هو ملادنا الوحيد المتوحد من أجل الحياة وتغيير ما نراه يغرد خارج السرب بكل ما أوتينا من حب سام ومتألق. وأنا في الخدمة ما بقي في النفس من حروف تتشظى كأوراق الخريف. ودمت بود

    ردحذف
  2. أشكر مرورك العطر أخي حميد

    و تقبل خالص تقديري لكتاباتك المتميزة

    دمت مبدعا

    تحيتي

    ردحذف