كثر الحديث في كل البلد
عن طفل تاه من وطنه غصبا
في زحمة العدد
هاجت الأم تعوي بين القبائل
تندب حظها الشؤم
و تطلب السند
تحمل في يدها لعبة الصغير
و بقايا صورة و مهد
سمع الأهالي في الجوار حكاية الولد
و قرروا البحث عنه و جهزوا العتاد و المدد
أعلنوا جلسة البيعة لمن يحمل علم النصر
و رسالة الوعد
و نفضوا غبار الخوف عن سيف التاريخ
و خاتم العهد
ذهب الأول
و غاب شهرا و ما يزيد من العدد
تلاه الثاني و الثالث
و توالى العد من غياب و صدد
و ذات ليلة
رجع الولد و ما ولد
رجع الفارس على جواده إلى نفس البلد
فوجد مكتوبا على بابها وشم
من خشب و مسد
(من أجل الولد مات جميع أهل البلد)