الخميس، 27 دجنبر 2012

عذرا دمشق



كل ليلة تصرخ و..........تصرخ 

وتخرج من حناجرها اليابسة نيرانا تصدح بردا و رياح

كل ليلة تخرج عارية من غير ستار و لا وشاح 

تزور المقابر و تمر على الطرقات شاحبة تعلوها حمرة الكفاح

تبحث عن رجال في شواهد الميلاد و على شواهد الوفاة, لتستتر بعزتهم 

وتُخفي جرح بكارةافتضت بغير جرَاح 

كل مساء تنام على صدر الشهيد متعبة تتوسد نعش أتراح

تولول حظها الشؤم و تنادي صلاح الدين و طارق و عبيدة بن الجراح

تبحث وسط ركام التاريخ عن أبطال العُرب ,عن مآذن بلال بن رباح

لقد كذبوا عليها عندما كانت صغيرة

بريئة ترسم عروسا بجدائل شهباء على الحيطان و على الألواح 

ولم يخبروها في فصول المدارس و مجالس الأفراح

أن حواء ما عادت تُنجب غير أشباه ذكور و بعض أشباح

و أن شجرة آدم ما عادت تطرح بعد اليوم حَبا و لا تفاح

كل ليلة تنام وهي تردد حكاوي سمعتها من أجدادها عن مسخ تجمل بقناع

 أسد وضاح

هاج بين القبائل يتلو خطبا من زئير و نباح

كل ليلة عندما يمتد الشفق في كبد السماء 

تخرج من تحت التراب أرواح و .........أرواح

لتسمع اعتذارها وتقدم لها طقوس الولاء

لتؤجل محاكمة أبرهةالسفاح

عذرا دمشق






الأحد، 9 دجنبر 2012

اعتراف




أعترف سيدي

و الإعتراف في حالتي

جريمة........... مباحة

أعترف أن الحب في زماني و زمانك

وجهان لعملة مستباحة

و أن القلب المغامر

 قد خسر اليوم على طاولة القمار

 جميع وسائله المتاحة

و أصبح كيسا شيخا

 و بعض شرايين يابسة

تضخ دماء ملوثة

تسري هنا و هناك بكل وقاحة

أعترف أن الفارس المغوار

 و الحصان الابيض

 كذبة......

 ألبسها الشعراء وشاح الصدق و الصراحة

و أن حواء و بناتها

 بريئة من تهمة آدم و التفاحة

أعترف و أنا متيمة بعشقك الممنوع

وجميع ضمائري مرتاحة

أن حبك سقم

 لا ينفع معه دواء و لا جراحة

و أن البعد عن دائرة نسائك

و الإبتعاد عنك غنيمة و راحة

أعترف

 بلا شرط

 ولا نقد

 و لا طعن 

أن قضيتك باتت في محكمة العشاق

مرجعا للتائهين كما الواحة

و أعترف  

أنني غادرت طوعا مقبرة أزهارك

و تركت مكاني و أنا مرتاحة

أحمل في يدي

اسما باهتا

و تاريخا

 و بقايا امرأة جريحة